*اكتملت أسطورة ليلى العطار بموتها: تلك الأسطورة لتي ولدت، تواً، في قطيعها مع عالم الزوال، وهذا الموت الرمزي الذي جعلها أكثر قدرة على الوجود، كانت تحدسه منذ زمن بعيد : منذ رسمت غروب العالم، وتلك الأحلام المستحيلة للخلود المؤجل، فليلى العطار، ككل من مسه الجمال بالأسئلة والذهول، حاولت دمج المطلق بالجسد الملائكي لسكان الأرض، انها في الواقع رسامة لذاتها، وهي في الأخير لا تنتج بضائع أو سلعاً للاستهلاك: انها أنتجت الذي يستحيل تدميره. فقد ولدت كأنها لم تلد ولم تمت.
وربما لهذا السبب اختار لها القدر – المطلق أو الرب – هذا الاستشهاد الذي به قفلت على خيالها بالميلاد، انا لا أريد أن أتخيل موتها أو عناقها للشجرة والجذور والتراب إلا كلوحة فريدة صنعها الكون كله. وأنا لا أبالغ، فأنا، أتخيل الذي حصل، تلك اللوحات التي رسمتها الراحلة منذ ربع قرن: تلك الرومانسية المطهرة من شطط زوائد العاطفة، وإنما من البعد الآخر لعالم يتحرك داخل الروح، وداخل النفس أيضاً، فالفنانة طالما أحست بلوعة الجمال في صراعه بين المرئي والذي بلا حدود: بين أن يكون للمرء اسم، ورقم، وجسد، وحكمة .. وبين الآخر الذي اسمه الحياة في كثافتها اللازمنية .. وخارج كل الأرقام التي تطوق الإرادة الشفافة؛ إرادة الروح. وبعيداً عن الجسد الواهن والمرتبك والخاضع للتفكيك .. وبعيداً عن كل الكلمات التي تحجب عنا القول المستحيل .. كانت ليلى تبحث عن توازن غير معلن، وإنما، في الغالب، هو توازن المخلوق المطهر في عالم شديد العتمة، ملغوم بالقهر والشياطين، عالم المعادن والأشرار، ولهذا اختارت الجمال، في الرسم – كسلام ومحبة متسامية، بالرمز والغايات، كاستجابة لوعيها الشفاف، المسالم والعنيد .
* كانت ليلى العطار تعرف انها ستموت لتتطهر من شر العالم .. لا بحثاً عن خلاص لذاتها، واغترابها المدمى، بل لتكون المنديل الذي لم تمسسه الأصابع: عالم آخر غير خاضع لتبدلات الفصول أو الضوضاء، الأمر الذي جعلها تتوحد بفنها وترسم حتى آخر يوم قبل استشهادها، فالرسم كان لديها فيض وامتنان وولاء لقانون الكون .. بهذا المعنى فهي تنتمي إلى آخر المتصوفات الشهيدات، لأن الجمال عندها، وفي لوحاتها ضرب من الإيمان الروحي العميق غير القابل للتفسير إلا بذاته، وربما لهذا السبب لم تكن ترعب بالكلام، أو المجد الذي يصنعه التراب ؟ الأمر الذي دفعها إلى الصمت، أو الهمس، فقد كانت تتكلم ولا تتكلم، ترسم ولا ترسم .. تحلم ولا تحلم. كانت في الواقع مثل نجمة مرمية في المجهول، ولا أعتقد انها عاشت على الأرض، بل كانت إقامتها معناً ضرورة قاهرة لكي تمسك بالبستان البعيد، البستان الذي لا غروب فيه، ولا أعداء، ولا قهر، ولعل حزن ليلى سيدوم بعد فرحها قرون وقرون، ككل حزن مقدس، يخص جلال المثال، الذي في الكون، والعقل، والفضاء، هذا الجلال الذي أخذ يتهدم أمام الحاجات اليومية الباطلة، أي الباطلة لأنها تستهلك طاقاتنا كلها لتبعدنا عن الصدق، وعن كل إيمان بفن الحياة الجليل .. وكانت ليلى تبحث عن جوهر ليلى غير ألمرئي .. لأنها ، لهذا السبب ، ستتحول إلى) رمز( عرفاني خال من الشوائب، لأننا نحن – بمثالنا الروحي الداخلي – سنعيد خلقه، بمحبة إعادة بناء العالم ، ولأنها، من ناحية أخرى، لم تغب لتظهر بل ليكون غيابها الحضور الدائم للشفقة والرجاء، والفن كفيض أبدي غير خاضع للزوال أو شطط العقل الواهن. هكذا سنجد في رسوماتها هذا الولاء – الذي سببه الجمال والخوف والتقوى غير المفتعلة – للغفران ، وللمحبة التي ضربت المثل لجميع الأفكار الفذة التي دوّنتها المدونات المقدسة، أي كأنها كانت المثال لكل الأساطير والعرفانات والشطحات الطاهرة والمعرفة المعاصرة، لكل هذا المثال في مسعاه لتجاوز المحنة ولتجاوز كل اغتراب، فما الحياة إلا دار غربة. وما الحياة – حسب كل الديانات والفلسفات والعقول والأفكار والأمثال إلا هذا الممر – شبه الوحيد، لإجراء الحساب مع المطلق، مع الخلود، أو مع ما فوق كل التصورات – البصرية أو الذهنية، المحدودة، حتى هذا الوجود الاستهلاكي، عالم الترف والنفايات والقتل عن بعد والغدر والقبح والأمراض والعصابات السيكولوجية والتخلف والعنصرية والتطرف وكل مغالاة صادرة عن فقر الروح وعن عدم استيعاب قانون الدنيا الباطلة الفانية الزائلة، أقول حتى هذا كله، كانت الراحلة تدرك ثقله، وكيف لا بد أن يتحول إلى شيء آخر، وربما باستشهادها، هي الأخرى، ككل مبدعة غير متمسكة بالملكية الزائلة، أرادت أن تضرب مثلاً لكسر عنق الكبرياء الزائف، لصالح حياة قائمة على العدل؛ حياة لا يتعرض فيها المرء إلى ذل السؤال، أو ذل الحاجة أو حتى إلى الذل الذي دخل في خفايا أحلامنا. انها في الواقع لم تعد تحتمل الشر، شر الغزاة، وشر القتل عن بعد، فتحولت إلى طيف، إلى فكرة، إلى هواء حر يتجول في روح الكون.
* لقد كان فن ليلى العطار يوحي باغتراب، وبحزن عميق، الأمر الذي جعلها تتخذ من الطبيعة موضوعاً للخلاص، لكن الطبيعة لديها كانت جرداء: صحراء تمتد إلى المجهول: وكانت الأشجار جرداء وكان ألربيع غادرها إلى الأبد .. بل قد تبدو أعمالها كساحة حرب مهجورة بعد قتال قاس ومرير .. ووسط تلك الخرائب والصمت ثمة جسد يتجه نحو الشمس في غروبها، جسد يتلاشى أو يستسلم للكون، انها تذكرنا برومانسية معاصرة للشقاء الذي تعاني منه النفس في عزلتها الاجتماعية والنفسية والفلسفية، تلك الوحدة التي تدفع بالمتفرد إلى عزلة بلا حدود. لكنها في الواقع هي الوحدة، هي الاندماج بالكل، والتخلي – كما يفعل المتصوفة والزهاد – عن المتاع الزائد لبلوغ درجة اللا حاجة، أو المثال الذي يراود الملائكة والشعراء والعشاق العذريين. انها في هذا المسار تذكرنا بموتها. هذا العناق مع الأشجار الجرداء، مع الأرض المحترقة ومع الهواء الأسود، وهكذا ستموت ليلى العطار بأبشع سلاح يكفي لتدمير مدينة كاملة، بينما كان هذا السلاح قد جعل من ذكرى استشهاد العطار حقيقة عرفانية، فقد جعل من ليلى بؤرة ضوء في كل نفس تحمل همومها وخجلها ورقتها وإنسانيتها وعالمها الشفاف. لأن الحديث عنها وعن فنها هو الحديث عن الإبداع العراقي في هذا الزمن العصيب. وهو الحديث عن القيم ذات القدرة على الانبعاث. لأن ليلى – الرمز – هي ليلى الواقع، هي التي اكتملت رسالتها بهذا الموت، عند بلوغها درجة الاستشهاد بمعنى انها قد قدمت لعيدها هذا النذر، هذا العرس، وهو عيد ميلادها الآخر، وربما الأبدي.
وبعد رحيلها المأساوي، كتب الأستاذ شاكر حسن آل سعيد، كلمة جاء فيها: " حينما قدمت لمعرض ليلى الشخصي الأول في السبعينيات، كنت كمن يحدس أن في هاجسها الفني ما ينبئ بتضحية الفنان عبر مسيرته غير المعلنة. لقد قرنتها بـ " شهرزاد ألف ليلة وليلة. ثم مضت تتعمق في اكتشاف وعيها الإنساني في الفن ردحا من الزمن وبمنطق رؤيتها، باحثة عن مدى تأصل المولود بحياته الجنينية وهي بعد أن قطعت بعد ذلك شوطا ًفي مسؤولياتها الفنية كمؤسسة لغاليري (الرواق) ومدير للمتحف الوطني للفن الحديث.. وأخيرا : مديرا ً عاما ً للفنون في وزارة الثقافة والإعلام، كنت أواكب تضحياتها أيضا ً، بل واسهم معها في مسؤولياتها، من جانبي ".
وشخصيا ً، كنت استعيد كلمات السيد (خافيير بيريزديكولار)أمين عام الأمم المتحدة ، وهو يقول لها، قبل رحيلها بسنوات: فنانة.. ومديرة عامة..وجميلة جدا ً! لكن ليلى لم تترك إلا الذي سيتجاوز الرمز، والثناء. انها لم تترك الا الذي ينمو في البذرة: سر تكّون الروح، وليس تكّون الزوال.
************
* ولدت في بغداد ـ 1944
ـ تخرجت في أكاديمية الفنون الجميلة ـ بغداد 1965.
ـ اشتركت في معرض جماعة ادم وحواء عام 1967 وكذلك بمعرضها لعام 1968.
ـ أقامت معرضا ً شخصيا ً بنادي العلوية عام 1971.
ـ، وأقامت معرضها الثاني في قاعة جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين عام 1973.
ـ عملت مديرة للمتحف الوطني للفن الحديث.. وقاعة الرواق.. وقاعة بغداد.
ـ عضو في نقابة وجمعية الفنانين العراقيين.
ـ عملت مديرا ً عاما ًلدائرة الفنون.
ـ رحلت متأثرة بسقوط صاروخ على دار شقيقتها سعاد العطار الذي كانت تسكنه الراحلة ـ بعد أن كان دارها قد تعرض للقصف قبل عامين ـ عام 1993.
وربما لهذا السبب اختار لها القدر – المطلق أو الرب – هذا الاستشهاد الذي به قفلت على خيالها بالميلاد، انا لا أريد أن أتخيل موتها أو عناقها للشجرة والجذور والتراب إلا كلوحة فريدة صنعها الكون كله. وأنا لا أبالغ، فأنا، أتخيل الذي حصل، تلك اللوحات التي رسمتها الراحلة منذ ربع قرن: تلك الرومانسية المطهرة من شطط زوائد العاطفة، وإنما من البعد الآخر لعالم يتحرك داخل الروح، وداخل النفس أيضاً، فالفنانة طالما أحست بلوعة الجمال في صراعه بين المرئي والذي بلا حدود: بين أن يكون للمرء اسم، ورقم، وجسد، وحكمة .. وبين الآخر الذي اسمه الحياة في كثافتها اللازمنية .. وخارج كل الأرقام التي تطوق الإرادة الشفافة؛ إرادة الروح. وبعيداً عن الجسد الواهن والمرتبك والخاضع للتفكيك .. وبعيداً عن كل الكلمات التي تحجب عنا القول المستحيل .. كانت ليلى تبحث عن توازن غير معلن، وإنما، في الغالب، هو توازن المخلوق المطهر في عالم شديد العتمة، ملغوم بالقهر والشياطين، عالم المعادن والأشرار، ولهذا اختارت الجمال، في الرسم – كسلام ومحبة متسامية، بالرمز والغايات، كاستجابة لوعيها الشفاف، المسالم والعنيد .
* كانت ليلى العطار تعرف انها ستموت لتتطهر من شر العالم .. لا بحثاً عن خلاص لذاتها، واغترابها المدمى، بل لتكون المنديل الذي لم تمسسه الأصابع: عالم آخر غير خاضع لتبدلات الفصول أو الضوضاء، الأمر الذي جعلها تتوحد بفنها وترسم حتى آخر يوم قبل استشهادها، فالرسم كان لديها فيض وامتنان وولاء لقانون الكون .. بهذا المعنى فهي تنتمي إلى آخر المتصوفات الشهيدات، لأن الجمال عندها، وفي لوحاتها ضرب من الإيمان الروحي العميق غير القابل للتفسير إلا بذاته، وربما لهذا السبب لم تكن ترعب بالكلام، أو المجد الذي يصنعه التراب ؟ الأمر الذي دفعها إلى الصمت، أو الهمس، فقد كانت تتكلم ولا تتكلم، ترسم ولا ترسم .. تحلم ولا تحلم. كانت في الواقع مثل نجمة مرمية في المجهول، ولا أعتقد انها عاشت على الأرض، بل كانت إقامتها معناً ضرورة قاهرة لكي تمسك بالبستان البعيد، البستان الذي لا غروب فيه، ولا أعداء، ولا قهر، ولعل حزن ليلى سيدوم بعد فرحها قرون وقرون، ككل حزن مقدس، يخص جلال المثال، الذي في الكون، والعقل، والفضاء، هذا الجلال الذي أخذ يتهدم أمام الحاجات اليومية الباطلة، أي الباطلة لأنها تستهلك طاقاتنا كلها لتبعدنا عن الصدق، وعن كل إيمان بفن الحياة الجليل .. وكانت ليلى تبحث عن جوهر ليلى غير ألمرئي .. لأنها ، لهذا السبب ، ستتحول إلى) رمز( عرفاني خال من الشوائب، لأننا نحن – بمثالنا الروحي الداخلي – سنعيد خلقه، بمحبة إعادة بناء العالم ، ولأنها، من ناحية أخرى، لم تغب لتظهر بل ليكون غيابها الحضور الدائم للشفقة والرجاء، والفن كفيض أبدي غير خاضع للزوال أو شطط العقل الواهن. هكذا سنجد في رسوماتها هذا الولاء – الذي سببه الجمال والخوف والتقوى غير المفتعلة – للغفران ، وللمحبة التي ضربت المثل لجميع الأفكار الفذة التي دوّنتها المدونات المقدسة، أي كأنها كانت المثال لكل الأساطير والعرفانات والشطحات الطاهرة والمعرفة المعاصرة، لكل هذا المثال في مسعاه لتجاوز المحنة ولتجاوز كل اغتراب، فما الحياة إلا دار غربة. وما الحياة – حسب كل الديانات والفلسفات والعقول والأفكار والأمثال إلا هذا الممر – شبه الوحيد، لإجراء الحساب مع المطلق، مع الخلود، أو مع ما فوق كل التصورات – البصرية أو الذهنية، المحدودة، حتى هذا الوجود الاستهلاكي، عالم الترف والنفايات والقتل عن بعد والغدر والقبح والأمراض والعصابات السيكولوجية والتخلف والعنصرية والتطرف وكل مغالاة صادرة عن فقر الروح وعن عدم استيعاب قانون الدنيا الباطلة الفانية الزائلة، أقول حتى هذا كله، كانت الراحلة تدرك ثقله، وكيف لا بد أن يتحول إلى شيء آخر، وربما باستشهادها، هي الأخرى، ككل مبدعة غير متمسكة بالملكية الزائلة، أرادت أن تضرب مثلاً لكسر عنق الكبرياء الزائف، لصالح حياة قائمة على العدل؛ حياة لا يتعرض فيها المرء إلى ذل السؤال، أو ذل الحاجة أو حتى إلى الذل الذي دخل في خفايا أحلامنا. انها في الواقع لم تعد تحتمل الشر، شر الغزاة، وشر القتل عن بعد، فتحولت إلى طيف، إلى فكرة، إلى هواء حر يتجول في روح الكون.
* لقد كان فن ليلى العطار يوحي باغتراب، وبحزن عميق، الأمر الذي جعلها تتخذ من الطبيعة موضوعاً للخلاص، لكن الطبيعة لديها كانت جرداء: صحراء تمتد إلى المجهول: وكانت الأشجار جرداء وكان ألربيع غادرها إلى الأبد .. بل قد تبدو أعمالها كساحة حرب مهجورة بعد قتال قاس ومرير .. ووسط تلك الخرائب والصمت ثمة جسد يتجه نحو الشمس في غروبها، جسد يتلاشى أو يستسلم للكون، انها تذكرنا برومانسية معاصرة للشقاء الذي تعاني منه النفس في عزلتها الاجتماعية والنفسية والفلسفية، تلك الوحدة التي تدفع بالمتفرد إلى عزلة بلا حدود. لكنها في الواقع هي الوحدة، هي الاندماج بالكل، والتخلي – كما يفعل المتصوفة والزهاد – عن المتاع الزائد لبلوغ درجة اللا حاجة، أو المثال الذي يراود الملائكة والشعراء والعشاق العذريين. انها في هذا المسار تذكرنا بموتها. هذا العناق مع الأشجار الجرداء، مع الأرض المحترقة ومع الهواء الأسود، وهكذا ستموت ليلى العطار بأبشع سلاح يكفي لتدمير مدينة كاملة، بينما كان هذا السلاح قد جعل من ذكرى استشهاد العطار حقيقة عرفانية، فقد جعل من ليلى بؤرة ضوء في كل نفس تحمل همومها وخجلها ورقتها وإنسانيتها وعالمها الشفاف. لأن الحديث عنها وعن فنها هو الحديث عن الإبداع العراقي في هذا الزمن العصيب. وهو الحديث عن القيم ذات القدرة على الانبعاث. لأن ليلى – الرمز – هي ليلى الواقع، هي التي اكتملت رسالتها بهذا الموت، عند بلوغها درجة الاستشهاد بمعنى انها قد قدمت لعيدها هذا النذر، هذا العرس، وهو عيد ميلادها الآخر، وربما الأبدي.
وبعد رحيلها المأساوي، كتب الأستاذ شاكر حسن آل سعيد، كلمة جاء فيها: " حينما قدمت لمعرض ليلى الشخصي الأول في السبعينيات، كنت كمن يحدس أن في هاجسها الفني ما ينبئ بتضحية الفنان عبر مسيرته غير المعلنة. لقد قرنتها بـ " شهرزاد ألف ليلة وليلة. ثم مضت تتعمق في اكتشاف وعيها الإنساني في الفن ردحا من الزمن وبمنطق رؤيتها، باحثة عن مدى تأصل المولود بحياته الجنينية وهي بعد أن قطعت بعد ذلك شوطا ًفي مسؤولياتها الفنية كمؤسسة لغاليري (الرواق) ومدير للمتحف الوطني للفن الحديث.. وأخيرا : مديرا ً عاما ً للفنون في وزارة الثقافة والإعلام، كنت أواكب تضحياتها أيضا ً، بل واسهم معها في مسؤولياتها، من جانبي ".
وشخصيا ً، كنت استعيد كلمات السيد (خافيير بيريزديكولار)أمين عام الأمم المتحدة ، وهو يقول لها، قبل رحيلها بسنوات: فنانة.. ومديرة عامة..وجميلة جدا ً! لكن ليلى لم تترك إلا الذي سيتجاوز الرمز، والثناء. انها لم تترك الا الذي ينمو في البذرة: سر تكّون الروح، وليس تكّون الزوال.
************
* ولدت في بغداد ـ 1944
ـ تخرجت في أكاديمية الفنون الجميلة ـ بغداد 1965.
ـ اشتركت في معرض جماعة ادم وحواء عام 1967 وكذلك بمعرضها لعام 1968.
ـ أقامت معرضا ً شخصيا ً بنادي العلوية عام 1971.
ـ، وأقامت معرضها الثاني في قاعة جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين عام 1973.
ـ عملت مديرة للمتحف الوطني للفن الحديث.. وقاعة الرواق.. وقاعة بغداد.
ـ عضو في نقابة وجمعية الفنانين العراقيين.
ـ عملت مديرا ً عاما ًلدائرة الفنون.
ـ رحلت متأثرة بسقوط صاروخ على دار شقيقتها سعاد العطار الذي كانت تسكنه الراحلة ـ بعد أن كان دارها قد تعرض للقصف قبل عامين ـ عام 1993.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق